بن فطيس … ولعنة ستار أكاديمي

نشرت جريدة القبس صفحة فنون في 5 ابريل 2009 تقريرا كتبته من بيروت ايمان ابراهيم عن برنامج ستار اكاديمي الذي يعرض حاليا، تحت عنوان : «لعنة ستار اكاديمي تطارد هيفاء مجددا»، قال التقرير بالنص: «لم يعد برنامج (ستار اكاديمي) يثير اهتمام الصحافة العربية الا بمقدار ما يحفل به من فضائح، دأبت بعض المجلات الصفراء على اختلاقها والترويج لها لتعود ادارة البرنامج وتنفيها في خطة تسويقية خدمته واطالت من عمره، على الرغم من الوهن الذي اصابه، اذ لم تتمكن عناصر الاثارة والابهار التي تتضمنها الاستعراضات الضخمة من استعادة بريق السنوات الاولى».
قبل سنة انتشرت صورة على نطاق واسع لفتاة تبدل ملابسها أمام كاميرا «ستار اكاديمي» ونشرت احدى المجلات الصورة وادعت انها لستار اكاديمي لبنان، الامر الذي لم تنفه ادارة الاكاديمية ولم تؤكده رغم اعتذار المجلة فيما بعد، اذ تبين لاحقا ان الديكور الذي تظهر فيه الفتاة هو ديكور الاكاديمية في فرنسا، بالتالي فالفضيحة مستوردة من الخارج ولا تكفي لانتشال برنامج بدأ يعاني من الروتين.
بعد هذه المقدمة انتقل التقرير إلى عرض فبركة جديدة لإحياء البرنامج الذي أشرف على الموت، فقال: «هذا العام كانت الخبطة في موعدها، فحضور الفنانة هيفاء وهبي على مسرح الاكاديمية قادر على اجتذاب الجمهور لبرايم واحد فحسب، اما افتعال فضيحة جديدة فهو ما قد يراهن عليه البرنامج الذي اخفق في جذب الانتباه رغم مرور اكثر من شهرين على انطلاقه»…
ثم ذكر التقرير تفصيل الفبركة الجديدة بأن إحدى المشاركات أخذت تسخر وتنتقد شعر هيفاء الصناعي وعمليات التجميل الفاشلة… وكشف التقرير ايضا خديعة تمرير هذا النقد وتسريبه عبر منتديات الانترنت مباشرة اثناء عرضه رغم وجود رقابة تسبق العرض بنصف ساعة لحذف ما لا يخدم البرنامج…!!!
ماذا يعطينا هذا التقرير انه يؤكد لنا البعد المعرفي لهذا البرنامج الذي يقوم على الربح والربح فقط بشرط السرعة الفائقة في تحققه! والضحية هي المرأة اولا وثانيا ومعها ومن خلالها تنحر القيم ليس الاسلامية او الدينية فحسب بل كل ما يرثه الانسان مما يصب في صالحه، فالمرأة والشباب في ستار أكاديمي هم مجرد مادة… ارقام… اشياء… لا يختفلون عن بقية الجمادات التي يمكن تشكيلها وتسويقها ثم استبدال غيرها… هؤلاء البنات والاولاد مخلوقات شبه بلاستيكية تماما مثل باربي…
وهذا هو الاساس والمنطلق لهذا البرنامج واشباهه، وقد كانت بصورة واضحة جدا عند المنتجين والمنفذين والمسوقين ولقد كان سيمون اسمر (L.B.C) صريحا عندما اعلن في 10/4/2004، لجريدة الانباء بان ستار اكاديمي «لعبة تجارية لن تستمر»!!… وها هي اللعبة تموت ولكن تموت معها ضمائر ويختفي ما تبقى من انسانية الانسان…
انهم سماسرة التجارة بالغرائز اعداء الاديان… والعقل… والاسرة… وهذا ذكرني بقصيدة الشاعر محمد بن فطيس المري الذي قالها في البحرين قبل اسبوعين وقد كنت مشاركا له في حملة «ركاز» اختار منها قوله بلسانه المعسول:
حرب الجيوش أهون، شهيد وشهيدة
بس المصيبة والبلا حرب الاقمار
قتيلها جيل وعقول وعقيدة
وموت العقول أشد من قصف الاعمار
بعض البرامج للمتابع مكيدة
واحبالها يقع بها اصغار واكبار
قناة ساحر حط فيها بريدة
يقول راسلني واعلمك وش صار
وقناة رقص ونقص واللي يزيده
شات كلامه يجرح اعراض الاحرار
وقناة دز اسمك، سعيد وسعيدة
واصبر وشوف للحب نسبة ومعيار
وقناة تجمع كل جنس وضديده
بين اربعة جدران من كل الاقطار
وتابع تفاصيل الحياة الرغيدة
حتى اذا ناموا وقاموا للافطار
واسهر وشجع يمكن إللي تريده
يفوز ويسمونه العالم ستار
راحوا ضحاياها فئات عديدة
ومع ضياع الوقت تسمم افكار
وراعي القناة اهم حاجة رصيده
لا لامته نفسه ولا خاف من نار
باسم الضمير اقولها في قصيدة
يكفي خراب بيوت وأفكار وديار
محمد العوضي